![]() |
![]() |
|
![]() |
ابنة فرعون - امرأة حنونةالخروج 1 - 2: 10ظروف القصّة
قصّة مريم
إنّ الأزمنة الخطيرة تتطلّب وسائل خطيرة!. فمن كان يتوقّع مثل هذا؟ وقفتُ من بعيد وبعذاب هائل شاهدتُ أمّي تضع السّفَط (السّلّة) بحذر شديد بين الحَلفاء المتمايلة على ضفّة نهر النّيل الخالد. لم أكن أخاف أن يغرق السّفَط، إذ كان
ولم أعرف، وأنا صغيرة السِّنّ، لماذا فرعون في عظمته معتزم على هلاك شعبنا. لقد خدم بنو إسرائيل شعب مصر وكانوا في عبوديّتهم منذ سنين طويلة. هم الذين بنوا مخازن بيثوم ورمسيس المرتفعة من عرق جبينهم. لكن بالرّغم من سلطته وقوّته العسكريّة العظيمة، كان فرعون - كما يبدو - يشعر بفزع شديد، فأراد أن يبيد جميع الأجانب المقيمين بمصر. فصارت الإجراءات التي قام بها أكثر قسوة حتّى أمر بطرح كلّ مولود عبراني في نهر النّيل. ولن أنسى أبداً نواح الأمّهات وصياحهنّ لمّا خطفوا أطفالهنّ من ببن أذرعهنّ وطرحوهم في النّهر المهيّأ قبراً لهم. هل سيكون هذا مصير موسى الصّغير المسكين؟ لم أستطع إلّا الانتظار لأرى ما سيحدث له. وبينما كنت واقفة عن بعد لاحظت حاشية رائعة تقترب من ضفّة وكان واضحاً أنّها لم تقصد إضراره، فشرعتُ فوراً في التّقدّم إليها بعد أن جاءتني فكرة، وتجرّأت على مخاطبة منقذة موسى الطّيّبة وقدّمت لها اقتراحي. «هل تريدين أن أذهب لأُحضر لك إحدى النّساء العبرانيّات لتُرضع لك الولد؟» سألتُها محاوِلةً ألّا تُفشي نبرات صوتي بحماستي. لا أستطيع أن أعبِّر عن الغبطة التي شعرت بها عندما قَبِلتْ ابنة فرعون اقتراحي. فأسرعتُ إلى أمّي وأحضرتها إلى مكان النّجدة. ثمّ عَرَضتْ الأميرة عليها أن تُرضع موسى لها. ما أعجب سُبُل الله!، فالإضافة إلى إنقاذ أخي الصّغير يومئذ، أُعطيَت أمّي فرصة العناية به طوال تلك السّنين الهامّة في تكوينه. حقّاً، إنّ الله كان له قصد في كلّ هذه الأحداث. فعندما كبر موسى، ضمّته الأميرة إلى القصر وعلّمته جميع علوم مصر العظيمة. وبالرّغم من ولادته في ولم تعلم الأميرة كما لم أعلم أنا، أنّ أخي موسى هو الذي سيشقّ مياه البحر الأحمر الهائجة كطريق بعون الله تعالى وسيخرج شعبنا من المياه إلى أمان الأرض اليابسة على الضّفّة الأخرى. ما أعظم شكرنا لمعروف الأميرة الشّابّة التي بِعَمَل واحد بسيط أدّت دوراً هامّاً في فداء أُمّتنا!. للتّأمّلإنّ ابنة فرعون أظهرت خلوّاً عجيباً من التّحيّز والعنصريّة عندما قرّرت إنقاذ الطّفل العبراني الضّعيف. إنّ كلمة الله تعلّمنا ألّا نحجب الإحسان عمّن يستحقّه كلّما كان في وسعنا أن نقوم به. (الأمثال 3: 27)وأنتِ؟ هل أنتِ معروفة بحنانك ورحمتك؟ أَمْ أنتِ سجينة التّحيّز النّاشئ عن تجاربك الماضية السّيّئة أو عن تربيتك؟ ليس عند الله تحيّز (رومية 2: 11)، فهو يستخدمنا لنكون بَرَكة للآخرين وإثراء حياتهم بأشكال متنوّعة، إذا كنّا مستعدّات أن نستسلم له وأن نهتدي به أينما قادنا. هل هناك شخص قريب منك يحتاج إلى عونك؟ لعلّكِ تستطيعين أن تزوري إنساناً كبيراً في السّنّ أو مريضاً. لعلّكِ تشعرين بأنّ قوّتك وصبرك لا يكفيان لتعتني بطفلك المحتاج حاليّاً إلى عنايتك. اطلبي من الرّبّ أن يجعل قلبك أكثر رقّة تجاه حاجات الآخرين من احتياجاتك الخاصّة. ثمّ اطلبي منه سبحانه أن يمنحك رحمة، نعمة ومحبّة لتسديد تلك الحاجات. أمّا الآن، فهذه الثّلاثة باقية: الإيمان، والرّجاء، والمحبّة. ولكن أعظمها هي المحبّة! 1 كورنثوس 13: 13
|
![]() |
![]() |
![]() |