search
burger-bars
Share

المسيحية في السعوديةمما لا شك فيه أن المسيحية قد انتشرت في السعودية قبل ظهور الاسلام، فاعتنق الكثير من سكانها المسيحية الصحيحة، كما اتبع كثيرون بدع طارئة دخيلة على الايمان المسيحي. غير أن المسيحيين لم يعد لهم تواجد بعد انتشار الاسلام، وذلك نتيجة الضغوط الشديدة التي مورست عليهم، فمنهم من هاجر أرضه مفضلاً القهر والآلام على أن يتخلى عن إيمانه بالمسيح، ومنهم من ترك المسيحية ليتبع ديناً آخر، وهؤلاء معظمهم من أهل البدع والهرطقات التي نبتت على جوانب الايمان المسيحي.

مسيحيون غير سعوديون:

لم يغب الحضور أو الوجود المسيحي عن السعودية حتى في أصعب الأوقات، لكنه كان وجوداً مخفياً ومغيباً لأسباب كثيرة، غير أنه في التاريخ الحديث أي في القرنين الميلاديين الأخيرين، بدأ الوجود المسيحي يظهر بوضوح في مختلف المدن السعودية. خاصةً بعد انفتاح السعودية على العالم الغربي والأميريكي وإقامة جسور التواصل التجاري والصناعي وفتح الباب أمام الشركات الاجنبية بتأسيس فروع لها في السعودية واستقدام العمال من بلادهم ومن دول أخرى للعمل فيها. مما استدعى منح تاشيرات إقامة طويلة الأمد لمدراء الشركات والعاملين فيها، وتخصيص مجمعات سكنية كبيرة لهم. إذاً، الوجود المسيحي في السعودية قد ازداد بوضوح، وبحسب بعض الاحصائيات غير الرسمية، يبلغ عدد المسيحيين في السعودية ملايين عدة من جنسيات أميركية وأوروبية وآسيوية وعربية لهم دور بارز وهام في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة.

المسيحيون والقيود الدينية المفروضة عليهم

بالرغم من الانفتاح الكبير للسعودية على العالم الغربي والاميركي، فهي ما زالت تمنع المسيحيين المتواجدين على أرضها، من ممارسة شعائرهم الدينية. وحتى اليوم لا تسمح لهم ببناء الكنائس أو تسمح بأي تجمعات لمسيحيين للصلاة والعبادة. وهذا يتنافى مع مبدأ المعاملة بالمثل الذي يعطي الحق لأي جماعة مهما كان دينها، أن تمارس شعائر إيمانها بحرية تامة ودون قيود ما خلا التعرض للأمن الوطني. لكن وبالرغم من تشدد السلطات السعودية بهذ الخصوص، يلتقي الكثير من المؤمنين المسيحيين في شقق محددة داخل المجمعات السكنية الخاصة بهم وخارجها ليمارسوا عبادتهم وشعائرهم الدينية. وسيستمر الحال هكذا حتى "تخفف" السلطة من قيودها على المسيحيين وتسمح على الأقل ببناء كنائس داخل المجمعات السكنية حيث يجتمع المؤمنون دون خوف من التعرض للاعتقال والسجن أو الطرد من البلاد.
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد عدد لا بأس به من السعوديين آمنوا بالمسيح عن طريق وسائل الإعلام التي لا يستطيع أحد منعها من دخول المملكة، أو من خلال إحتكاك سعوديين بمؤمنين مسيحيين، ومشاهدتهم ولمسهم لنوعية حياة مميزة كانوا يعيشونها. لكن للأسف لا يستطيع هؤلاء السعوديون المسيحيون أن يعلنوا عن أنفسهم أو عن إجتماعاتهم وأماكنها لأسباب أمنية. نصلي أن تتغير الأوضاع في السعودية كي يسمح لكل مسيحي بأن يعيش إيمانه دون ضغوط أو موانع حكومية.

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads