يتبع..
إله الدينونة
دعونا نضع أمرين في اعتبارنا، الأول: أن هناك إله عادل يكره الشر ويدينه.
والثاني: أنه لا يسر بموت الشرير لأنه يحبه، (حزقيال 33: 11).
إن عدالة الله السيادية وعقابه للمجتمع الفاسد هما أساس في تعامل الله مع البشر، وحتى مع الإسرائيليين أنفسهم (شعب الله) كان ينذرهم مرات كثيرة ليرجعوا عن شرهم، وعندما كانوا لا يطيعون، كانت تأتي عليهم دينونة الله. وقد كان بل أنه تعامل مع الإسرائيليين كأعداء له حينما سلكوا طريق الشر.
كما أن الطبيعة لها قوانين علينا احترامها وإلا أصابنا الأذى، فعندما تقوم بتحد قانون الجاذبية وتقفز من أعلى برج عال فإنه حتمًا ستتأذى. كذلك فإن قوانين الله والتي جزء منها هي قوانين الطبيعة، عندما يتم كسرها فإنه يكون هناك عواقب لذلك، سواء كنت تحب الله أم تتجنبه..
سواء كنت مؤمن أو ملحد، فعدل الله غير مرتبط بآرائك أو معتقداتك أو وجهات نظرك..
هل هو إذًا إله مخيف؟
إذا اقتصرت نظرتنا لله على أنه إله الدينونة فنحن أمام إله مخيف وسريع الانتقام، ستكون صورته لدينا أنه جالس على عرش كبير، ممسكًا بعصا يعاقب بها كل من يخالف أوامره وقوانينه، ولكن هذه الصورة خاطئة عن الله.
في سفر التكوين 15: 16 يقول: "وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً".
هذه الآية تعرفنا كيف كان قضاء يهوه على الشر، فهو يتكلم إلى الإنسان مرات كثيرة، ويحاول بطرق مختلفة أن يثنيه عن طرقه الخاطئة.. هو يريد التوبة.
في سفر يونان نقرأ هذه الكلمات عن يهوه: " وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلاً:
«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي». (يونان 1:1).
وفي أخر السفر نقرأ، "فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ". (يونان 3: 10).
ولكني يا الله لا أستطيع فهمك
على المستوى الشخصي فهذه الجملة في ظروف متعددة ومتغيرة وصعبة تكون عبارة عن صرخة أو أنين مكتوم في قلوبنا، في وقت ألم أو حادث أو مرض، أو فقدان عزيز علينا..
أو عندما نحتار بشأن أحداث من حولنا.. تنطلق منا هذه الكلمة "ليه يا رب"، كلمة ليه هي سؤال لطلب الفهم.
وعندما لا نجد إجابة لسؤالنا يذهب البعض إلى استنتاجات عديدة منها:
- إنه لا يوجد إله، والأديان اختراع بشري.
- يوجد إله ولكنه ليس الإله الذي أعبده.
- الله يراني شرير ويعاقبني على أخطائي.
- يوجد إله ولكنه إله شرير وقاسي.
قد تستقر على أحد هذه الاستنتاجات، ولكن قد تكون محتاج للرجوع خطوة للخلف لكي تبدأ في البحث عن الإله الحقيقي وبماهية هذا الإله، وهنا علي أن أخبرك بحقيقة هامة جدًا.
لن نفهم كل شيء!
فكرة أن تفهم كل شيء عن الله وأعماله فكرة مستحيلة، فنحن لا نستطيع فهم كل شيء حولنا، فنجد أن الرسول بولس يقول في هذا الشأن:
فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. (1 كورنثوس 12:13).
ليس لدينا إلا أن نقبل ما يتاح لنا من معرفة وحكمة، ليس معنى ذلك أن نكف عن طلب المعرفة، ولكن معنى ذلك أن ندرك أننا لن نستطيع فهم كل شيء..