يستغرب الأحبّاء المسلمون كوننا نؤمن أنّ يسوع المسيح (عيسى) هو الله، ويحتجّون على ذلك بشدة وينكرون ألوهيّة المسيح مكتفين باعتباره نبياً من أنبياء الله لا أكثر، وما الإيمان به ربّاً وإلهاً إلا شركاً بالله.
وهذا يدفعهم لسؤالنا مستنكرين: هل المسيح هو الله؟ أين قال المسيح: "أنا الله" في الإنجيل؟ أين قال المسيح إنه رب وإله؟ من حقهم أن يطرحوا هذه الأسئلة "الاستنكارية"، ومن حقنا أن نجيبهم عن أسئلتهم من الكتاب المقدس الذي نؤمن أنه كلمة الله الموحى بها من الله، مما قاله المسيح عن نفسه وما شهد به عنه الرسل.
يسوع المسيح (عيسى) لم يقُل "أنا الله" حرفياً مع كونه هو الله:
الواقع وبكل صراحة نقولها، لا يوجد نص حرفي في الإنجيل المقدس يقول فيه المسيح عن نفسه: "أنا هو الله". لكن عدم تلفّظ المسيح بهذه العبارة حرفياً، لا يعني على الإطلاق أنه ليس الله الظاهر في الجسد، فلو وجد المسيح أن هذه العبارة تفيد رسالته التي تجسد بشراً من أجلها، لما توانى عن لفظها حرفياً. مما لا شك فيه أن معلّمي اليهود لم يكونوا ليقبلوا من المسيح هذا الإعلان المباشر عن كونه الله، فهم ومن خلال حديث المسيح إليهم عرفوا أنه ساوى بينه وبين الله، مما دفعهم لمحاولة قتله عدة مرات (إنجيل يوحنّا 5: 18
، إنجيل يوحنّا 10: 30 - 33
). كما يجب أن نلفت انتباه السائل إلى أن العقيدة في الإيمان المسيحي لا تؤخذ من عبارة واحدة وردت حرفياً في مقطع واحد من الكتاب المقدس، بل تؤخذ من الكتاب المقدس ككل. وهكذا بالتحديد آمنّا كمسيحيين بأن المسيح يسوع هو الله. ماذا قال الكتاب المقدس عن المسيح يسوع حتى آمنّا به رباً وإلهاً؟
صفات يسوع المسيح (عيسى) الإله:
نحن نؤمن أن لله صفاتاً خاصة به لا يمكن أن يتشارك بها مع الإنسان، وهذه الصفات هي نفسها للرب يسوع المسيح، من هذه الصفات نذكر:
* الأزلية: قال الرب يسوع المسيح لليهود في إنجيل يوحنّا 8: 56 - 59
.
* واهب الحياة: لقد أعلن الرب يسوع المسيح عن نفسه أنه واهب الحياة الأبدية، ونحن نعلم تماماً أن الله وحده يهب الحياة، وهذا عمل من أعماله الخاصة به وحده كما نقرأ في إنجيل يوحنّا 10: 26 - 30 .
* غافر الخطايا: تكلم المسيح بسلطانه الإلهي غافراً الخطايا لعدّة أشخاص، منهم الرَّجُل المفلوج حين قال له في إنجيل لوقا 5: 20 - 25 .
* المُشرِّع: لم ينقض السيد المسيح الشريعة التي أعطاها الله لموسى، بل أجرى عليها تعديلاً بإعطائها بُعداً أسمى وأعمق. فوظيفة السيد المسيح التشريعية تنبثق من كونه الله المتجسد صاحب الحق الحصري في تعديل وتطوير شريعته. فالسيد المسيح في "الموعظة على الجبل" تكلم إلى اليهود قائلاً في إنجيل متّى 5: 21 و22 .
صفات يسوع المسيح (عيسى) بوحي إلهي على فم الرّسُل:
شهد رسل المسيح وتلاميذه عن صفاته الإلهية في كرازتهم وبشارتهم بالمسيح، ومما قالوه فيه بوحي إلهي:
* صورة الله (رسالة فيلبّي 2: 6
، كولوسي 1: 15
). صورة الله تعني أننا رأينا الله في شخص المسيح.
* بهاء مجده ورسم جوهره (عبرانيّين 1: 3
). هل يعقل أن يكون إنسان نبي هو جوهر الله؟ من يتجرأ على وصف إنسان بهكذا كلمات تعبّر عن ذات الله؟
* الخالق: هل يوجد خالق لهذا الكون غير الله؟ إطلاقاً. والوحي الإلهي أعلن بواسطة رسول المسيح وتلميذه يوحنا البشير الذي قال عن المسيح إنه الكلمة (إنجيل يوحنّا 1: 3
). والشهادة عينها كررها الله على فم رسوله بولس قائلاً في رسالة كولوسي 1: 16
.
* المتجسد بشراً: يعلن يوحنّا البشير بوحي إلهي في بداية إنجيل يوحنّا 1: 1
، وفي إنجيل يوحنّا 1: 14
. وتُبيِّن لنا الآيات بوضوح أن يسوع المسيح هو الله في الجسد. أما لوقا البشير فيعلن لنا بوحي الله في سفر أعمال الرّسُل 20: 28
. من هو الذي اشتُرِيَت الكنيسة بدمه؟ يسوع المسيح هو من بذل دمه كفّارة عنّا، وهذا إعلان واضح أن المسيح لم يكن مجرد إنسان فحسب، بل هو الله المتجسد.
ليست هذه الشهادة كلها عن ألوهية المسيح في الكتاب المقدس، بل بعض منها، فنحن لم نتطرق إلى أعماله الإلهية وسلطانه الإلهي المتفرد به مع الآب وروحه القدوس. لذا ننصحك صديقي القارئ بقراءة الكتاب المقدس لتتعرف على المسيح الرب الإله والانسان الفادي المخلّص.
إذا كنت تريد ان تتعرف أكثر على السيد المسيح يمكننا مساعدتك فقط تواصل معنا الآن (من هنا)